أما تري رأسي حاكى لونه … طرة صبح تحت أذيال الدجى
واشتعل المبيض في مسوده … مثل اشتعال النار في جزل الغضا
إلى أن قال في مدحهم:
إن العراق لم أفارق أهله … عن شنا أصدني ولا قلى
ولا أطبي عيني مذ باينتهم … شيء يروق الطرف من هذا الورى
هم الشناخيب المنيفات الذرى … والناس أذحال سواهم ولقى
هم البحور زاخر آذيها … والناس ضحضاح ثغاب وأضا
إن كنت أبصرت لهم من بعدهم … مثلاً فأغضيت على وخز السفا
حاشا الأميرين اللذين أوفدا … على طلا من نعيم قد ضفا
هما اللذان أثبتا لي أملاً … قد وقف الشيأس به على شفا
تلافيا العيش الذي رنقه … صرف الزمان فاستساغ وصفا
وأجريا ماء الحيالى رغداً … فاهتز غصن بعدما كان ذوى
هما اللذان سموا بناظري … من بعد إغضائي على لذع القذى
هما اللذان عمرا لي جانباً … من الرجا قد كان قدماً قد عفا
وقلداني منة لو قرنت … بشكر أهل الأرض عني ما وفى
بالعشر من معشارها وكان كال … بحسوة في آذي بحر قد طما
إن ابن ميكال الأمير انتاشني … من بعد ما قد كنت كالشيء اللقى
ومد ضبعي أبو العباس من … بعد انقباض الذرع والباع الورى
نفسي الفداء لأميري ومن … تحت السماء لأميري الفدا
لا زال شكري لهما مواصلاً … دهري أو يعتاقني صرف القنا