وحكى الحاكم أبو عبد الله قال: سمعت أبا منصور الفقيه يقول: كنت باليمن سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة، فبينا أنا ذات يوم أسير في مدينة عدن إذ رأيت مؤدباً يعلم متأدباً له مقصورة الدريدي، وقد بلغ ذكر الميكالية فقال لي يا خراساني أبو العباس هذا لكم عنده عقب بخراسان؟ فقلت: هو بنفسه حي، فتعجب من ذلك أشد التعجب وقال: أنا أعلم هذه القصيدة منذ كذا سنة. قال: وسمعت أبا بكر محمد بن إبراهيم الجوري الأديب وهو يحدثنا عن أبي بكر بن دريد فقلت له أين كتبت عنه ولم تدخل العراق قال: كتبت عنه بفارس لما قدم على عبد الله بن محمد بن ميكال لتأديب ولده أبي العباس فقلت له: وأبو العباس إذ ذاك صبي قال: لا والله، إلا رجل إمام في الأدب والفروسية بحيث يشار إليه. ثم قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسين الوضاحي يقول سمعت أبا العباس بن ميكال يذكر صلة أبيه الدريدي في إنشائه المقصورة فيهم، قال الوضاحي فقلت: وأيش الذي وصل إليه من خاصة الشيخ؟ فقال: لم تصل يدي إذ ذاك إلا إلى ثلاث مئة دينار وضعتها في طبق كاغد ووضعتها بين يديه.
فأما سماعات أبي العباس بن ميكال فإنه لما وصل إلى فارس خصه عبدان الأهوازي بالمجلد الذي قرأه علينا وسمعت أبا علي الحافظ يقول: