أراد إظهار كلام جهم وقول القرآن مخلوق، وجمع بينه وبين بشر المريسي وسأله أن يكلمه، وكان أبو الصلت يرد على أهل الأهواء من المرجئة، والجهمية، والزنادقة، والقدرية، وكلم بشر المريسي غير مرة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام، كل ذلك كان الظفر له. وكان يعرف بكلام الشيعة، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده فلم أره يفرط، ورأيته يقدم أبا بكر وعمر، ويترحم عن علي وعثمان، ولا يذكر أصحاب النبي ﷺ إلا بالجميل. وسمعته يقول: هذا مذهبي الذي أدين الله به إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب. وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث وهي أحاديث مروية نحو ما جاء في أبي موسى، وما روي في معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رويت قلت: فتكره كتابتها وروايتها والرواية عمن يرويها؟ فقال: أما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك وأما من يرويها ديانة ويريد عيب القوم فإني لا أرى الرواية عنه. وقال يحيى بن معين: أبو الصلت ثقة صدوق إلا أنه يتشيع. وقال مرة أخرى: لم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كان أبو الصلت زائفاً عن الحق، مائلاً عن القصد، سمعت من حدثني عن بعض الأئمة أنه قال فيه: هو أكذب من روث حمار الدجال، وكان قديماً متلوثاً في الأقذار. وقال أبو عبد الرحمن النسائي: أبو الصلت ليس بثقة. وقال الدارقطني: أبو الصلت كان خبيثاً رافضياً، وقال: روى عن جعفر بن محمد عن آبائه عن النبي ﷺ أنه