للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت سلفي يذكرون ذلك فأول من حدث من سلفنا … ثم القاضي الإمام أبو منصور محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد اللَّه السمعاني التميمي، كان اماما فاضلا ورعا متقنا، احكم العربية واللغة وصنف فيها التصانيف المفيدة … وولداه: أبو القاسم على وأبو المظفر منصور - جدي، اما أبو القاسم علي بن محمد بن عبد الجبار السمعاني [الحنفي] فكان فاضلا عالما ظريفا كثير المحفوظ. خرج إلى كرمان وحظي عند ملكها وصاهر الوزير بها ورزق الأولاد، وكان قد سمع مع والده من شيوخه، ولما انتقل اخوه جدنا الإمام أبو المظفر من مذهب أبى حنيفة إلى مذهب الشافعيّ رحمهما اللَّه هجره اخوه أبو القاسم وأظهر الكراهة وقال: خالفت مذهب الوالد وانتقلت عن مذهبه! فكتب كتابا إلى أخيه وقال: ما تركت المذهب الّذي كان عليه والدي في الأصول بل انتقلت عن مذهب القدرية فان أهل مرو صاروا في أصول اعتقادهم إلى رأى أهل القدر، وصنف كتابا يزيد على عشرين جزءا في الرد على القدرية وهداه اليه فرضى عنه وطاب قلبه ونفّذ ابنه ابا العلاء علي بن علي السمعاني اليه للتفقه عليه فأقام عنده مدة يتعلم ويتدرس الفقه وسمع الحديث من أبى الخير محمد بن موسى بن عبد اللَّه الصفار المعروف بابن أبى عمران رواية صحيح البخاري عن أبي الهيثم الكشميهني ورجع إلى كرمان، ولما مات والده فوض اليه ما كان إلى والده من المدرسة وغيرها، ورزق أبو العلاء الأولاد وإلى الساعة له بكرمان ونواحيها أولاد فضلاء علماء وجدنا الإمام أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني امام عصره بلا مدافعة وعديم النظر في فنه ولا أقدر على أن أصف بعض مناقبه ومن طالع تصانيفه وأنصف عرف محلّه من العلم، صنف التفسير الحسن المليح الّذي استحسنه كل من طالعة، وأملى المجالس في الحديث وتكلم على كل حديث بكلام مفيد، وصنف التصانيف في الحديث مثل منهاج أهل السنة والانتصار والرد على القدرية وغيرها،