وصنف في أصول الفقه القواطع وهو مغن عما صنّف في ذلك الفن وفي الخلاف البرهان وهو مشتمل على قريب من ألف مسألة خلافية والأوساط والمختصر الّذي سار في الآفاق والأقطار الملقب بالاصطلام، وردّ فيه على أبى زيد الدبوسي وأجاب عن الأسرار التي جمعها، وكان فقيها مناظرا، فانتقل بالحجاز في سنة اثنتين وستين وأربعمائة إلى مذهب الشافعيّ ﵀ وأخفى ذلك وما أظهره إلى أن وصل إلى مرو، وجرى به في الانتقال محن ومخاصمات وثبت على ذلك ونصر ما اختاره، وكان مجالس وعظه كثير النكت والفوائد.
سمع الحديث. الكثير في صغره وكبره وانتشرت عنه الرواية وكثر أصحابه وتلامذته وشاع ذكره سمع بمرو أباه وأبا غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي وأبا بكر محمد بن عبد الصمد الترابي المعروف بابن أبى الهيثم وجماعة كثيرة بخراسان والعراق وجرجان والحجاز، وقد جمع الأحاديث الألف الحسان عن مسموعاته عن مائة شيخ له عن كل شيخ عشرة أحاديث، أدركت جماعة من أصحابه وتفقهت على صاحبيه أبى حفص عمر بن محمد بن علي السرخسي وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد المروروذي - واللَّه يرحمهما. وروى لي عنه الحديث أبو نصر محمد بن محمد ابن يوسف الفاشانى بمرو وأبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القائني بهراة وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي ببلخ وأبو بكر أحمد بن محمد بن بشار الجزجردى بنيسابور وأبو البدر حسان بن كامل بن صخر القاضي بطوس وأبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة بأصبهان وجماعة كثيرة تزيد على خمسين نفرا، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفى يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة ودفن بأقصى سجذان احدى مقابر مرو، ورزق من الأولاد خمسة: أبو بكر محمد - والدي، وأبو محمد الحسن، وأبو القاسم احمد، وابن رابع وبنت ماتا عقب موته بمدة يسيرة.
فأما والدي [الإمام] أبو بكر محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني رحمة اللَّه عليه ابن ابنه وكان والده يفتخر به ويقول على