* المكان الحادي عشر: وقع في تعليقي المشار إليه ما نصه: ولو قيل بأن "يتمثل" هنا أُجري مجرى يصير لدلالته، فيكون "رجلًا" خبرَه؛ كما ذهب إليه ابن مالك، تحوّل، وأخواته، لكان وجهًا، لكن قد يقال: معنى يتمثل: يصير مثالًا، ومع التصريح بذلك يمتنع أن يكون "رجلًا" خبرًا له (١).
قال مقلد خطباء الهند: يصح المعنى بحذف المضاف، فمعنى "يتمثل الملَك رجلًا": يصير الملَك مثال رجل، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه.
وأقول: ليس معنى "يتمثل الملك"، حتى إذا جعلنا "رجلًا" خبر "يصير" على حذف المضاف مثالَ رجل، صح التركيب، وإنما معناه: يصير الملَك مثالًا، فلا يصح مع التصريح بهذا أن تجعل "رجلًا" خبرًا بطريق الأصالة، لا على حذف المضاف، ولا بدونه؛ لأن "مثالًا" هو خبر "يصير".
نعم، يمكن أن يدلَّا على حذف المضاف، وبدونه، فالكلام في جعله خبرًا؛ بحيث يكون نصبُه بالأصالة، لا بالتبعية، والله ولي التوفيق.
* * *
* المكان الثاني عشر: ذكر السهيلي أن وجوه الوحي سبعة، وعدَّدها.
قال ابن المُنَيِّر - رحمه الله -: وزدنا عليه - بفضل الله - ثلاثة أوجه، ثالثها: نزول جبريل في صورة رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثرُ السفر، ولا يعرفه من الصحابة أحد، وهذه صورة