للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كالثنائية الوضع لفظًا، وهي مصدرية أيضًا، وهذه تقع بعد فعل اليقين، أو ما نزل منزلته؛ نحو: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه: ٨٩]، و {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ} [المزمل: ٢٠]، {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ} [المائدة: ٧١] فيمن رفع.

والواقع في قوله: "قد علمنا أن كنت لمؤمنًا" على مَنْ فتح همزة "أن" من هذا القبيل، ولا إشكال ألبتة.

ولما تكلم ابن هشام في "مغني اللبيب" على الخلاف في اللام الفارقة بدليل "أن" النافية، والمخففة من الثقيلة، هل هي لام الابتداء؛ كما يقول أبو علي، وأبو الفتح، وجماعة؟

قال: وزعم الكوفيون أن اللام المذكورة بمعنى إِلَّا (١)، وأن "إن" قبلها نافية، واستدلوا على مجيء اللام للاستثناء بقوله:

أَمْسَى أَبانُ ذَلِيلًا بَعْدَ عِزَّتهِ ... وَمَا أبَانُ لَمِنْ أَعْلاجِ سُودَانِ

وعلى قولهم: "قد علمنا إن كنتَ لموقنًا" -بكسر الهمزة-؛ لأن النافية مكسورة دائمًا، وكذا على قول سيبويه؛ لأن لام الابتداء تعلق العامل عن العمل، وأما على قول أبي الفتح، فتفتح. هذا كلامه بحروفه.

وإنما أتي (٢) هذا المعترض من قبيل تخيله أن المخففة عن الثقيلة ليست مصدرية.

وإِنَّ لِسَانَ المَرْءِ مَا لَمْ تَكُنْ لَهُ ... حَصَاةٌ عَلَى عَوْرَاتِهِ لَدَلِيلُ

ثم غرب من قوله ولعل ما ذكره الشارح حكاية اللام مع غير المقام.


(١) في الأصل: "اللام"، والصواب ما أثبت.
(٢) في الأصل: "أوتي على"، والصواب ما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>