للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصلاة والسلام-، وإلى الأنبياء من قبله: أن (١) الأعمال بالنيات، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: ٥]، قاله بعضهم.

وإما لمناسبة ترجمة الباب، وذلك لأن الحديث اشتمل على أن هاجر (٢) إلى الله تعالى وحده ومقدمة النبوة كانت في حقه - عليه السلام - هجرته إلى الله تعالى، وخلوته بغار حراء للتقرُّب إليه، وليس على معنى أن النبوة مكتسبة، بل على معنى أنها ومقدماتها ومتمماتها كلٌّ فضلٌ من عند (٣) الله، فهو الذي ألهم السؤال، وأعطى المسؤول، فله الفضلُ أولًا وآخرًا، قاله ابن المنير (٤).

وإما لقصده أن يكون هذا الحديث في أول الكتاب عوضًا من (٥) الخطبة التي يبدأ (٦) بها المؤلفون، ولقد أحسن العوض من عوض من كلامه كلام من لا ينطق عن الهوى، قاله ابن (٧) بطال (٨).

قلت: ولعل هذا هو السر في إيراده الحديثَ في هذا المحلّ مختصرًا، وذلك لأنه لما أورده موردَ الخطبة (٩)، اقتضتِ المناسبةُ ذكرَه بالطريق


(١) في "ع": "إنما".
(٢) في "ن" و"ج" و "ع": "من هاجر".
(٣) "عند" ليست في "ج".
(٤) ونقله عنه الحافظ في "الفتح" (١/ ١٦).
(٥) في "ع": "عن".
(٦) في "ع": "يبتدئ".
(٧) في "ج": "أبي" وهو خطأ.
(٨) انظر: "شرح ابن بطال على البخاري" (١/ ٣٢).
(٩) في "ن": "من الخطبة".

<<  <  ج: ص:  >  >>