للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التي (١) وقع فيها مختصرًا؛ إذ التخفيف في الخطبة مطلوب.

قال ابن الملقن: سألني بعضُ الفضلاء عن السرِّ في ابتداء البخاري بهذا الحديث مختصرًا، ولِمَ (٢) لم يذكرْه مطوَّلًا كما فعل في غيره من الأبواب؟

فأجبته في الحال: بأن عمر - رضي الله عنه - قاله على المنبر، وخطب به، فأراد التأسي به، لكن البخاريَّ ذكره مطولًا في: ترك الحيل، وفيه: أنه خطب به أيضًا (٣). انتهى.

قلت: فقد طاح جواب الشيخ، وبالله التوفيق.

والكلامُ على مفردات هذا الحديث وفقهه سيأتي بعد هذا في أواخر كتاب: الإيمان.

* * *

٢ - (٢) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَناَ مَالكٌ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضيَ اللهُ عَنْهَا-: أَنَّ الْحَارِثَ بن هِشَامٍ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ- سَأَلَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَحْيَانًا يَأْتِيني مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ ما قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي، فَأَعِي مَا يَقُولُ".

قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضيَ اللهُ عَنْهَا-: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِل عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.


(١) في "ج": "الذي".
(٢) "لم": ليست في "ج".
(٣) انظر: "التوضيح شرح الجامع الصحيح" لابن الملقن (٢/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>