للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قائمة إلى أماكنها؛ إذ لو كان ذلك حقًا، لم يخفَ عن بصر من يقوم ليالي السنة كلها، فكيف ليالي شهر رمضان؟!

قال ابن المنير: لا يُطلق القولُ بكذب من ادعى ذلك، بل يجوز أن يكون كرامةً يكرم الله بها مَنْ يشاء من عباده، ويكون - أيضًا - علامةً لهم على (١) ليلة القدر؛ فإنه - عليه الصلاة والسلام - لم يحصر العلامة، ولم ينف الكرامة، ومما (٢) يدل على عدم انحصار العلامة التي كانت نزولَ المطر في ذلك العام: نحن نعلم أن كثيرًا من الرمضانات انقضى دون مطر، مع عدم خلوه من ليلة القدر، وعلى (٣) كل (٤) تقدير، فلا ينبغي أن يعتقد أن ليلة القدر لا ينال فضلَها إلا (٥) من رأى الخوارق؛ كسجود الجدرات (٦)، وخضوع الأشجار، بل يعتقد أن فضل الله واسع (٧)، ورُبَّ قائمٍ تلكَ الليلةَ لم يحصل منها إلا على العبادات (٨)، ولم ير شيئًا من الكرامة، وهو عند الله أفضلُ ممن رآها، وأي كرامة أفضل من الاستقامة التي هي عبارة عن امتناع السِّنَة، وإخلاص النية، والصبر على العبادة (٩)، وتخليصها من الشبهات والشهوات،


(١) في "ج": "في".
(٢) في "ج": "وما".
(٣) في "ج": "على".
(٤) "كل" ليست في "ج".
(٥) في "ع": إلى".
(٦) و"ج": "الجدارات".
(٧) في "ج": "أوسع".
(٨) في "ج": "العبادة".
(٩) في "ع": العبادات.

<<  <  ج: ص:  >  >>