للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حمل (١) على التأويل أو (٢) التوريك في النقل.

والذي يرفع الإشكال: أن النية التي أُريدت هنا، هي (٣) الكلام النفسي، والذي يعبر عنه بقول القائل: أنت طالق، فالمعنى الذي هذا لفظه هو المراد بالنية، وإيقاعُ الطلاق على من تكلم بالطلاق وأنشأه حقيقة لا ريب فيه، وذلك أن الكلام يطلق على النفسي حقيقةً (٤)، وعلى اللفظي، قيل: حقيقةً (٥)، وقيل: مجازاً، ولهذا نقول: قاصدُ الإيمان [مؤمن؛ أي: المتكلمُ بالإيمان] (٦) كلاماً نفسياً مصدقاً عن معتقده مؤمن، ولذلك (٧) المعتقدُ الكفرَ بقلبه المصدِّقُ له كافرٌ، وكذلك عندي المتكلِّم في نفسه بالبيع والشراء أو (٨) الإجارة عاقدٌ فيما بينه وبين الله، لكن لا يتصور لخصمه مطالبته في الدنيا؛ لأنه لا يطلع على ذلك.

وأما المتكلمُ في نفسه بإحرام الصلاة، وبالقراءة (٩)، فإنما لم يُعَدَّ مصلياً، ولا قارئاً بمجرَّد الكلام النفسيِّ؛ لتعبُّدِ الشرع في هذه المواضع الخاصةِ بالنطق اللفظيِّ، ألا ترى أن المتكلمَ بإحرام الحج في نفسِه محرمٌ،


(١) في "ع": "عمل".
(٢) في "ج": "و".
(٣) "هي" ليست في "ع".
(٤) في "ع": "حقيقته".
(٥) في "ع": "حقيقته".
(٦) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(٧) في "ع" و"ج": "وكذلك".
(٨) في "ع": "و".
(٩) في "ج": "والقراءة".

<<  <  ج: ص:  >  >>