للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحذفُ حرف العطف جائز، ويؤيده روايةُ مسلم له بالواو (١).

قلت: حذفُ (٢) حرفِ العطف بابُه الشعر، نصَّ عليه ابنُ هشام في "المغني" (٣)، وما استشهدوا به من النثر (٤) محتمِلٌ للتأويل.

وقال السهيلي في "نتائج الفكر": بلغني عن بعض مشايخنا الجلة: أنه جعله من باب حذف حرف (٥) العطف؛ أي: وحُبُّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وبلغ الاستحسان بالسامعين لذلك إلى أن علقوه في الحواشي من كتاب الصحيح، وليس كذلك، ولكنه مرتفع على البدل من الفاعل الذي في أول الكلام، وهو "لا يغرنك هذه"، فهذه فاعل، و"التي" نعتٌ بصلتِه، و"حُبُّ" بدل اشتمال؛ كما تقول: أعجبني يومُ الجمعة صومٌ فيه، وسرني زيدٌ حُبُّ الناسِ له.

قلت: ولو جعل "حُبُّ رسول الله" من بدل الإضراب، والمبدَل منه "حسنُها"، لكان وجهًا.

هذا كلُّه على رفع "حُبُّ"، وهو الذي حكاه القاضي عن النحاة، قال: وضبطه بعضهم بالنصب على إسقاط الخافض (٦).

قلت (٧): يريد أنه مفعول لأجله، والأصل: لحبِّ رسولِ الله، ثم


(١) رواه مسلم (١٩٨٦) عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-.
(٢) "حذف" ليست في "ج".
(٣) انظر: "مغني اللبيب" (ص: ٨٣١).
(٤) في "ع": "به ابن التين"، وفي "ج": "به ابن المنير".
(٥) "حرف" ليست في "ع" و"ج".
(٦) انظر: "التنقيح" (٢/ ١٠١٠).
(٧) "قلت" ليست في "ع".

<<  <  ج: ص:  >  >>