للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ رَآنِي في الْمَنَامِ، فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي".

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِذَا رَآهُ في صُورَتِهِ.

(من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة): يحتمل أن يريد: أَهْلَ عصره، ممن لم يهاجرْ إليه، ويكون الباري - جلَّت قدرتُه - جعل رؤيتَه في المنام عَلَماً على رؤياه في اليقظة.

[وقال ابن بطال: يعني: تصديقَ تلك الرؤيا في اليقظة] (١)، وصحَّتَها، وخروجَها على الحقِّ؛ لأنه - عليه السلام - سيراه يومَ القيامة في اليقظة جميعُ أُمته، من رآه في النوم، ومن لم يره منهم (٢).

وقيل: معناه: يراه في الآخرة رؤيةً خاصةً (٣) في القرب منه، وحصولِ شفاعته، ونحوِ ذلك، حكاه النووي (٤).

قلت: وعلى هذا، ففيه بشارةٌ لرائيه (٥) في المنام: بأنه يموت على الإسلام، وكفى بها بشارةً، وذلك؛ لأنه لا (٦) يراه في القيامة تلك الرؤية الخاصةَ باعتبار القربِ منه، وحصولِ شفاعته فيه إلا مَنْ تُحُقِّقَتْ منه الموافاة على الإسلام، حققَ الله ذلكَ لنا بمنِّه وكرمه.


(١) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(٢) انظر: "شرح ابن بطال" (٩/ ٥٢٧).
(٣) في "ج": "صالحة" خاصة.
(٤) انظر: "شرح مسلم" (١٥/ ٢٦). وانظر: "التوضيح" (٣٢/ ١٦٥).
(٥) في "ج": "لرؤيته".
(٦) "لا" ليست في "ج".

<<  <  ج: ص:  >  >>