٣٤٣٦ - حدثنا أبي، ثنا حامد بن محمود، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا الوليد بن إسماعيل الحراني، ثنا محمد بن إبراهيم بن عبيد، ثنا مخلد بن يزيد، عن نوفل بن عبد الله، عن الضحاك بن مزاحم، عن أبي هريرة، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حلقة من أصحابه إذ قال:"ليصلين معكم غدًا رجل من أهل الجنة" قال أبو هريرة: فطمعت أنا أن أكون ذلك الرجل، فغدوت فصليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقمت في المسجد حتى انصرف الناس وبقيت أنا وهو، فبينا نحن كذلك إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة، مرتد برقعة، فجاء حتى وضع يده في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، ادع الله لي، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - له بالشهادة، وإنا لنجد منه ريح المسك الأذفر، قلت: يا رسول الله، أهو هو؟ قال:"نعم، إنه لمملوك لبني فلان" قلت: أفلا نشتريه فنعتقه يا نبي الله؟ قال:"وأنى لي ذلك إن كان الله يريد أن يجعله من ملوك الجنة، يا أبا هريرة، إن لأهل الجنة ملوكًا وسادة، وإن هذا الأسود أصبح من ملوك الجنة وسادتهم. يا أبا هريرة إن الله يحب من خلقه الأتقياء الأحفياء الأبرياء، الشعسة رءوسهم، المغبرة وجوههم، الخمصة بطونهم من كسب الحلال الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا". "قالوا: يا رسول الله! كيف لنا برجل منهم؟، قال: "ذلك أويس القرني". قالوا: وما أويس القرني؟. قال: "أشهل ذا صهوبة، بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام بذقنه إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن يبكي على نفسه. ذو طمرين لا يؤبه له، متزر بإزار صوف، ورداء صوف، مجهول في أهل الأرض، معروف في أهل السماء، لو أقسم على الله لأبر قسمه، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنة، ويقال لأويس: قف فاشفع فيشفع الله - عز وجل - في مثل عدد ربيعة ومضر، يا عمر، ويا علي، إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما الله يغفر الله تعالى لكما" قال: فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه، فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر في ذلك العام قام على أبي قبيس فنادى بأعلى صوته: يا أهل الحجيج من أهل اليمن! أفيكم أويس من مراد؟ فقام شيخ كبير طويل