للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحدثنا علي بن أحمد بن المقدسي، ثنا محمد بن عبد بن عامر، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قالا: ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله ملائكة فضلًا عن كتاب الناس، يطوفون في الطرق ويبتغون الذكر، فإذا رأوا قومًا يذكرون الله، تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فتحفهم بأجنحتهم إلى عنان السماء، فيقول الله - وهو أعلم - ما يقول عبادى؟ قالوا: يحمدونك، ويسبحونك ويمجدونك، فيقول: هل رأونى؟ فيقولون: لا، فيقول: كيف لو رأوني؟ قالوا: لو رأوك كانوا لك أشد تسبيحًا، وتحميدًا وتمجيدًا، فيقول: ما يسألونى؟ قالوا: يسألونك الجنة، فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: كانوا لها أشد طلبًا، وعليها حرصًا، قالوا: ويتعوذون من النار، فيقول: هل رأوها؟ قالوا: لو رأوها لكانوا أشد عنها تعوذًا، وأشد فرارًا، فيقول: أشهدكم أنى قد غفرت لهم، فيقول الملك: فيهم فلان، ليس منهم، إنما جاء لحاجة، فيقول تبارك وتعالى: هم الجلساء، لا يشقى بهم جليسهم" (١).

٤١٠٧ - حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن أبى بكر، ثنا زائدة بن أبي الرقاد، ثنا زياد النميرى، عن أنس بن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن لله سيارة من الملائكة، يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم، ثم يبعثون رائدهم إلى السماء، إلى رب العزة، فيقولون: يا ربنا، أتينا على عباد من الصالحين من عبادك، يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك، ويسألونك لآخرتهم ودنياهم، فيقول ربنا تعالى: غشوهم رحمتى، فيقولون: يا ربنا، إن فيهم فلانا الخطاء، فيقول: غشوهم رحمتى، نعم القوم لا يشقى بهم جليسهم" (٢).

٤١٠٨ - حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا زائدة بن أبي الرقاد، ثنا زياد النميري، عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله


(١) أخرجه البخاري (٦٤٠٨)، ومسلم (٢٦٨٩)، والنسائي (٣/ ٤٣)، وأحمد (٢/ ٣٥٨).
(٢) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (١٠/ ٨٠) وقال الهيثمي: من طريق زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، وكلاهما وثق على ضعفه، فعاد هذا إسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>