للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- صلى الله عليه وسلم - وقال: "إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة قولكم وإيمانكم؟، قال سويد، قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس منها أمرتنا رسلك أن نعمل بها، وخمس منها تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا ما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها؟ " قلنا: أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت. قال: "وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تعملوا بها؟ " قلنا: أمرتنا رسلك أن نقول لا إله إلا الله، ونقيم الصلاة؟ ونؤتي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت من استطاع إليه سبيلًا. قال: "وما الخمس التي تخلفتم بها في الجاهلية؟ ". قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والصدق في مواطن اللقاء، والرضا بمر القضاء، والصبر عند شماتة الأعداء. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "علماء حكماء، كادوا من صدقهم أن يكونوا أنبياء" ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا أزيدكم خمسًا فتتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون، فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدًا زائلون، واتقوا الله الذي إليه نرجعون، وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون" (١).

قال أبو سليمان: قال لي علقمة بن يزيد: فانصرف القوم من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحفظوا وصيته وعملوا بها، ولا والله يا أبا سليمان ما بقي من أولئك النفر، ولا من أولادهم أحد غيري.

قال: وما بقي إلا أيامًا قلائل ثم مات - رحمه الله -.

وقال: تقدم في ابن أبي رواد:

٤٨ - حدثنا محمد بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، ثنا علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، قال: بصر يحيى بن يعمر، وحميد بن عبد الرحمن بعبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال أحدهما لصاحبه: لو كنا في أقطار من أقطار الأرض لكان ينبغي لنا أن نأتي


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>