للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا فنسأله فأتياه فقالا: يا أبا عبد الرحمن، إنا قوم نطوف في هذه الأرضين ونلقى قومًا يختصمون في الدين، ونلقى قومًا يقولون لا قدر؟ قال: فإذا لقيتم أولئك فأخبروهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء، وأنهم منه براء - ثلاث مرات - يعيدها، ثم قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه شاب حسن الوجه، حسن الثياب، فقال: أدنو يا رسول الله؟ قال: "أدنه" ثم قال: أدنو يا رسول الله؟ قال: "أدنه" حتى ظننا أن ركبتيه قد مستا ركبتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: "الإيمان أن نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والقدر خيره وشره" قال: صدقت. قال: فعجبنا من قوله صدقت كأنه أعلم منه، ثم قال: فما شرائع الإسلام؟ قال: "تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، والاغتسال من الجنابة" قال: صدقت، قال: فعجبنا من قوله صدقت كأنه يعلمه. قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: فأعظم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها وطأطأ رأسه يفكر فيها، ثم قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" قال: صدقت، فعجبنا من قوله كأنه يعلمه، ثم انطلق ونحن ننظر إليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "عليّ الرجل عليّ الرجل" قال: فطلبناه فما ندري في الأرض ذهب أم في السماء. قال: "ذاك جبريل أتاكم يعلمكم دينكم، ما أتاني في صورة إلا عرفته إلا في هذه الصورة" (١).

٤٩ - حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا يحيى بن مطرف، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان، عن قتادة، عن سعيد، وعكرمة، عن ابن عباس، أن وفد عبد القيس أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنا حي من ربيعة وإن بيننا وبينك كفار مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في شهر حرام، فمرنا بأمر إذا عملناه دخلنا الجنة، وندعوا إليه من وراءنا، فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع، أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويصوموا رمضان،


(١) أخرجه مسلم في الإيمان (١/ ٣٦ - ٣٧ ح ١/ ٨)، وأبو داود في السنة (٤/ ٢٢٢ - ٢٢٣ ح ٤٦٩٥)، والترمذي في الإيمان (٥/ ٦ ح ٢٦١٠).
والنسائي في الإيمان (٨/ ٨٨ باب نعت الإيمان)، وأحمد في المسند (٢/ ١٤٦ ح ٥٨٥٨).
وابن ماجة في المقدمة (١/ ٢٤ ح ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>