للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤١٦ - حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: لما تجهز الناس وتهيئوا للخروج إلى مؤتة، قال للمسلمين: صحبكم الله، ودفع عنكم، وقال عبد الله بن رواحة:

لكننى أسأل الرحمن مغفرة ... وضربة ذات فرع تقذف الزبدا

أو طعنة بيدى حران مجهزة ... بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا

حتى يقولوا إذا مروا على جدثى ... أرشدك الله من غازٍ وقد رشدا

قال: ثم مضوا حتى نزلوا أرض الشام، فبلغهم أن هرقل قد نزل من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وانضمت إليهم المستعربة من لخم، وجذام، وبلقين، وبهرا، وبلى، في مائة ألف، فأقاموا ليلتين ينظرون في أمرهم، فقالوا: نكتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنخبره بعدد عدونا، قال: فشجع عبد الله بن رواحة الناس، ثم قال: والله يا قوم إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة، وما نقاتل العدو بعدةٍ ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذى أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة. قال: فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة، فمضى الناس (١).

٢٤١٧ - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو سعيد الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر، أنه حدثه عن ريد بن أرقم، قال: كنت يتيمًا لعبد الله بن رواحة في حجره، فخرج في سفرته تلك مردفي على حقيبة راحلته، فوالله إنا لنسير ليلة إذ سمعته يتمثل بأبياته هذه:


(١) أخرجه ابن إسحاق في سيرته كما في سيرة ابن هشام (٢/ ٢٨٤)، وابن جرير في تاريخه (٣/ ٣٧ - ٣٦).
قوله: الزبد: رغوة الدم.
وقوله: تنفذ الأحشاء: تخترقها.
وقوله: مجهزة: سريعة القتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>