للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا أدنيتنى وحملت رحلى ... مسيرة أربع بعد الحساء

فشأنك فانعمى وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلى ورائى

وآب المسلمون وغادرونى ... بأرض الشام مشتهى الثواء

وردك كل ذى نسب قريب ... إلى الرحمن منقطع الإخاء

هنالك لا أبالى طلع بعل ... ولا نخل أسافلها رواء

فلما سمعتهن بكيت، قال: فخفقني بالدرة، وقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل (١).

٢٤١٨ - قال ابن إسحاق: وحدثنى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: حدثني أبى الذي أرضعنى - وكان في تلك الغزوة، قال: لما قتل زيد وجعفر، أخذ ابن رواحة الراية، ثم تقدم بها وهو على فرس، فجعل يستنزل نفسه ويردد بعض التردد، ثم قال:

أقسمت يا نفس لتنزلنه ... لتنزلنه أو لتكرهنه

إذ جلب الناس وشدوا الرنة ... ما لي أراك تكرهين الجنة

لطالما قد كنت مطمئنة ... هل أنت إلَّا نطفة في شنة

وقال عبد الله بن رواحة أيضًا:

يا نفس إلا تقتلى تَموتى ... هذا حمام الموت قد صليت

وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديت

يعنى صاحبيه زيدًا وجعفرًا، ثم نزل، فلما نزل أتاه ابن عمي بعظم من لحم،


(١) أخرجه ابن إسحاق في سيرته كما في سيرة ابن هشام (٢/ ٢٨٧).
قوله: حقيبة راحلته: العجيزة.
والحساء: جمع حسي، وهو ماء يغور في الرمل.
وفشأنك أنعم: أي لا يكلفها سفرًا بعد ذلك.
والثواء: الإقامة في المكان. رواه: صفة النخل.

<<  <  ج: ص:  >  >>