للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متشابه من جهة اللفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه من جهتهما.

فالمتشابه من اللَّفظ ضربان: أَحدهما يرجع إِلى الأَلفاظ المفردة، وذلك إِمّا من جهة غرابته؛ نحو: {وَأَبّاً} و {يَزِفُّونَ} ، وإِمّا من مشاركة فى اللَّفظ؛ كاليد والعين.

والثَّانى يرجع إِلى جملة الكلام المركّب؛ وذلك ثلاثة أَضرب:

ضرب لاختصار الكلام؛ نحو قوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي اليتامى فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النسآء} .

وضرب لبسط الكلام، نحو: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ، لأَنَّه لو قيل: ليس مثلَه شىء كان أَظهر للسّامع.

وضرب لنظم الكلام، نحو: {أَنْزَلَ على عَبْدِهِ الكتاب وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّماً} ، تقديره: الكتاب قيِّمًا ولم يجعل له عِوَجاً.

والمتشابه من جهة المعنى أَوصاف الله عزَّ وجلّ، وأَوصافُ القيامة. فإِنَّ تلك الصّفات لا تتصوّر لنا، إِذْ كان لا يحصل فى نفوسنا صورة ما لم نحسّه، أَو لم يكن من جنس ما نُحسّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>