كالجواب وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} . وقال بعضهم المحصّلين: لم يقصدوا هذا المقصد فيما رمَوه به؛ وذلك أَنَّه ظاهر من هذا أَنَّه ليس على أَساليب الشعر، ولا يخفى ذلك على الأَغتام من العَجَم، فضلاً عن بلغاءِ العرب. وإِنَّما رموه [بالكذب] فإِن الشعر يعبَّر به عن الكذب، والشَّاعر: الكاذب، حتى سمَّوا الأَدِلَّة الكاذبة الأَدلة الشعريّة، ولهذا قال تعالى فى وصف عامّة الشعراء:{والشعرآء يَتَّبِعُهُمُ الغاوون} إِلى آخر السورة. ولكون الشعر مقرًّا للكذب قيل: أَحسن الشعر أَكذبه. وقال بعض الحكماءِ: لم يُرَ متديِّن صادقُ اللَّهجة مُفلِقا فى شعره. قال:
أَرى الشعر يُحيى الجودَ والنَّاس والذى ... يبقِّيه أَرواح له عطرات
وما المجدُ لولا الشعر إِلاَّ مَعاهِد ... وما النَّاس إِلاَّ أَعظُمٌ نَخِرات
والمشاعِر: الحواسّ. وقوله تعالى:{وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} ونحو ذلك معناه: لا تدركونه بالحواسّ. ولو قال فى كثير ممّا جاءَ فيه (لا يشعرون) لا يعقلون لم يكن يجوز، إِذ كان كثيرا ممّا لا يكون محسوسًا قد يكون معقولاً.
ومشاعر الحجّ: معالمه الظَّاهرة للحواسّ، الواحد مَشْعَر. ويقال: شعائر الحجّ، والواحدة شَعِيرة وشِعارة. وقال الأَزهرى: الشعائر: