وقيل: الغليظ الخشن القصير. قال السُدّىّ: هو الإِيمان، وقيل: هو ستر العورة، وهو لباس المتقين. وقوله تعالى:{جَعَلَ لَكُمُ الليل لِبَاساً} أَى يستر الناس بظلمته. وقوله تعالى:{فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع والخوف} أَى جاعوا حتى أَكلوا الوَبَر بالدم وهو العِلْهِز، وبلغ بهم الجوعُ الحالَ التى لا غاية بعدها، فضُرب اللباس لما نالهم من ذلك مثلا لاشتماله على لابسه.
واللَّبوس: ما يلبس، قال بَيْهس:
إِلبس لكلّ حالة لَبوسها ... إِمَّا نعيمها وإِمَّا بوسها
وَلَبَست عليك الأَمر أَلْبِسه - كضربته أَضربه - أَى خلطته قال الله تعالى:{وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} أَى شبَّهنا عليهم وأَضللناهم كما ضلَّوا. قال ابن عرفة:{وَلاَ تَلْبِسُواْ الحق بالباطل} ، أَى لا تخلطوه به. وقوله تعالى:{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} أَى يخلط أَمركم خلط اضطراب لا خلط اتِّفاق. وقوله جل ذكره:{وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} أَى لم يخلطوه بشرك. قال العجاج.
ويفصلون الَّلبْسَ بعد الَّلبْسِ ... من الأُمور الرُبْس بعد الرُبْس