للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} ، وإِمّا بإِنزال أَسبابه والهداية إِليه، كقَوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا الحديد} ، وقوله تعالى: {قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ} ، {الحمد لِلَّهِ الذي أَنْزَلَ على عَبْدِهِ الكتاب} . ومن إِنزال العذاب {إِنَّا مُنزِلُونَ على أَهْلِ هاذه القرية رِجْزاً مِّنَ السمآء} .

والفرق بين الإِنزال والتنزيل فى وصف القرآن والملائكة أَنَّ التنزيل يختصّ بالموضع الذى يُشير إلى إِنزاله مُفرَّقاً منجّماً، ومرّة بعد أَخرى، والإِنزال عام. وقولُه: {لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ} وقوله/ {فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ} فإِنْما ذكر في الأَوّل نزَّل وفى الثانى أَنزل تنبيهاً أَن المنافِقين يقْترحون أَن ينزل شئ فشئ من الحثَّ على القتال ليتولَّوه، وإِذا أُمِروا بذلك دفعة واحدة تحاشَوْا عنه فلم يفعلُوه، فهم يقترحون الكثير ولا يَفُون منه بالقليل. وقوله {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القدر} إِنّما خصّ لفظ الإِنزال دون التَّنزيل لما رُوى أَنَّ القرآن أُنْزِل دُفْعَةً واحدة إِلى السّماءِ الدنيا، ثمَّ نزل نَجْماً نجما بحسب المصالح. وقوله: {لَوْ أَنزَلْنَا هاذا القرآن على جَبَلٍ} ولم يقل نَزَّلنا تنبيهاً أَنَّا لو خوّلناه مَرَّة واحدة ما خوّلناك مراراً لرأَيته خاشعاً. وقوله: {قَدْ أَنزَلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>