للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنِيئَتى فإِنى أَفِدَةٌ. أَى مستعجلَةٌ لا أَتفرَّغُ لاتخاذِ الدِّباغ.

وقال ابنُ الأَعرابىّ: النَّفْسُ: العَظَمةُ، والنَّفْسُ: الكِبْرُ، والنَّفْسُ: العِزَّةُ، والنَّفْسُ: الهِمَّةُ، والنَّفْسُ: الأَنْفَةُ.

والنَّفْسُ بالتحريك: واحدُ الأَنْفاسِ. وفى الحديث: "أَجِدُ نَفَس رَبِّكم من قِبَلِ اليَمَن" وهو مستعار من نَفَسِ الهَواءِ الذى يَرُدُّه المُتَنَفِّس إِلى جَوْفه فيُبْرِد من حرارته ويُعدِّلها، أَو من نَفَسِ الرِّيح الَّذى يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوح إِليه وينفِّس عنه، أَو من نَفَس الرّوضة، وهو طِيبُ رَوَائجها الَّذى يتشمّمه فينفرج به لِمَا أَنْعَمَ به ربّ العِزَّة من التَنْفِيس والفَرَج وإِزلَة الكُرْبَة. ومنه قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تَسُبُّوا الرِّيح فإِنَّها من نَفَسِ الرَّحْمان" يريد بها أَنَّها تفرّج الكرب وتنشر الغَيْثَ وتُنْشِئُ السّحاب، وتُذْهِب الجَدْب. وقوله: من قِبَلِ اليمن أَراد به ما تيسّر له من أَهل المدينة على ساكنيها السّلام من النُّصْرَة والإِيواءِ، ونَفَّسَ الله الكرب عن المؤمنين بأَهْلِها، وهمَ يمانون. ويقال: أَنت فى نَفَس من أَمْرِك، أَى فى سَعَة، واعْمَلْ وأَنْتَ فى نَفَس من عُمْرِك، أَى فى فُسْحَةٍ قبْلَ الهَرَم والمَرَض ونحوهما. قال: الأَزهرّى: النَّفَسُ فى هذين الحديثين اسمٌ وُضِع موضع المصدر الحقيقىّ من نَفَّس يُنَفِّس تَنْفِيساً وَنَفَساً، كما يقال: فَرَّج يُفَرِّجُ تَفْرِيجاً، وفَرَجاً، كأَنَّه قال أَجِدُ تَنْفِيس

<<  <  ج: ص:  >  >>