وهو قوله:(وترى) وقبله وبعده جمع، وهو قوله:(لتأكلوا) و (تستخرجوا) و (لتبتغوا) . وفى الملائكة:(تأكلون) و (تستخرجون) ، (لتبتغوا) ومثله فى القرآن كثير، منه {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفار نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً} وكذلك {تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً} ، {وَتَرَى الملائكة حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ العرش} وأَمثاله. أَى لو حضرت أَيها المخاطب لرأَيته فى هذه الصفة؛ كما تقول: أَيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل، فتأَمل فإِن فيه دقيقة.
قوله:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأولين} وبعده: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتقوا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً} إِنما رفع الأَول؛ لأَنهم أَنكروا إِنزال القرآن، فعدلوا عن الجواب، فقالوا: أَساطير الأَولين. والثانى من كلام المتقين، وهم مقِرّون بالوحى والإِنزال، فقالوا: خيراً، أَى أَنزل خيراً، فيكون الجواب مطابقاً، و (خيرا) نَصْب بأَنزل. وإِن شئت جعلت (خيرا) مفعول القول، أَى: قالوا خيراً ولم يقولوا شَرّا كما قالت الكفَّار. وإِن شئت جعلت (خيرا) صفة مصدر محذوف، أَى قالوا قولا خيراً. وقد ذكرت مسأَلة (ماذا) فى مواضعه.
قوله:{فَلَبِئْسَ مَثْوَى المتكبرين} ليس فى القرآن نظيره للعطف بالفاءِ على التعقيب فى قوله: {فادخلوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} واللام للتأكيد تجرى