قوله تعالى:{سَبَّحَ للَّهِ} وكذلك فى الحَشْر، والصَّفِّ، ثمّ {يُسَبِّحُ} فى الجمعة والتَّغابن. هذه كلمة استأْثر الله بها، فبدأَ بالمصدر فى بنى إِسرائيل؛ لأَنه الأَصل، ثمّ بالماضى؛ لأَنَّه أَسبق الزَّمانين، ثمَّ بالمستقبل، ثم بالأَمر فى سورة الأَعلى؛ استيعاباً لهذه الكلمة مِن جميع جهاتها. وهى أَربع: المصدر، والماضى، والمستقبل، والأَمر للمخاطب.
قوله:{مَا فِي السماوات والأرض} وفى السّور الخمس {مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} إِعادة (ما) هو الأَصل. وخُصّت هذه السّورة بالحذف؛ موافقة لما بعدها. وهو {خَلْقُ السماوات والأرض} وبعدها {لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض} ، لأَنَّ التَّقدير فى هذه السّورة: سبّح لله خَلْق السماوات والأَرض. ولذلك قال فى آخر الحشر بعد قوله:{الخالق البارىء المصور}{يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السماوات والأرض} أَى خَلْقُها.
قوله:{لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض} وبعده: {لَّهُ مُلْكُ السماوات والأرض} ليس بتكرار؛ لأَنَّ الأُولى فى الدّنيا؛ لقوله:{يُحْيِي وَيُمِيتُ} والثَّانية فى العقبى؛ لقوله:{وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور} .
قوله:{ذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم} بزيادة {هُوَ} لأَن {بُشْرَاكُمُ} مبتدأ {جَنَّاتٌ} خبره {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} صفة لها {خَالِدِينَ فِيهَا} حال {ذَلِكَ} إِشارة إِلى ما قبله. و {هُوَ} تنبيه على عظم شأْن المذكور {الفوز العظيم} خبره.