- فأشار إلى حلقه - فأموت فأدخل الجنة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأن صدقت صدقك الله"، قال: فجاء سهم فوقع في حلقه فمات - رضي الله عنه -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صدق الله فصدقه" ثم صلى عليه فقال: "إن هذا عبدك خرج مهاجرًا في سبيلك فقتل شهيدًا وأنا شهيد عليه".
والجواب: أنه يحتمل أن يكون صلى عليه بمعنى: دعا له كما قال تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} أي ادع لهم.
وكما قال الأعشى:
تقول بنتي وقد قرَّبتُ مرتحلًا … يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي (١) … نومًا فإن لجنب المرء مضطجعا
ولأنه محتمل أن يكون مات بعد انقضاء الحرب، فلهذا صلى عليه.
واحتج: بما روى شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي مالك الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه صلى على قتلى أحد وعلى حمزة - رضي الله عنهم -، يؤتى بتسعة وعاشرهم حمزة فيصلي عليهم ثم يحملون، ثم يؤتى بتسعة وحمزة مكانه، حتى صلى عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وروى ابن عباس، وعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهم -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوضع
(١) في الأصل: فاعتصمي، والمراد: أغمضي عينيك للنوم.