للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: مثل هذا.

والثاني: يغسل، وهو قول مالك رحمه الله.

دليلنا: ما روى أبو بكر الخلال بإسناده في العلل أن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: ادفنوني في ثيابي فإني رجل مخاصم.

قال مهنا: سألت أحمد رحمه الله عن حديث عمار "ادفنوني في ثيابي" قال: هو حديث إسماعيل بن أبي خالد قال: حدثني يحيى بن عابس، قلت لأحمد: من بني إسماعيل بن أبي خالد؟ قال: وكيع، قلت: وكان هذا عبد وكيع، قال: نعم.

وعن حجر بن عدي - رضي الله عنه - أنه قال: لا تغسلوا عني دمًا فإني ألتقي ومعاوية على الجادة، ذكره عمر بن شبة في كتاب الكوفة.

وذكر سيف في كتاب الفتوح بإسناد: وقتل عثمان - رضي الله عنه - يوم الجمعة، وكان شهيدًا فلم يغسل، وكفن في ثيابه ودمائه ولا غلاميه، وترك القوم الآخرون بالبلاط حتى أكلتهم الكلاب.

وفي لفظ آخر: دفن عثمان - رضي الله عنه - ليلة السبت لم يغسل ولم يمنع أحدًا أن يصلى عليه، صلى عليه مروان (١).

وعن زيد بن صوحان - رضي الله عنه - قال: لا تغسلوا عني دمًا.

فإن قيل: يعارض هذا ما روي أن أسماء بنة أبي بكر - رضي الله عنهما - غسلت


(١) كذا في الأصل، وفي "تاريخ دمشق" (٣٩/ ٥٢٦): (دفن عثمان ليلة السبت لم يغسل ولم يمتنع أحد أن يصلي عليه من شيء وصلى عليه مروان).

<<  <  ج: ص:  >  >>