كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الصلاة للجنائز

تابع [كتاب الصلاة] [جـ ١ - ٣] - ٨٣ - مسألة: أقل الوتر ركعة، وأكثره إحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ركعتين، ويوتر بركعة، وإن كان الوتر بثلاث بسلام واحد، جاز، إلا أنه يجلس عقيب الثانية، ويقوم إلى الثالثة، وإن كان الوتر بخمس أو سبع بسلام واحد، لم يجلس إلا في الأخيرة، وإن أوتر بتسع بسلام، جلس عقيب الثامنة، ثم يقوم فيأتي بالركعة، ويسلم - ج: 2 - ص: 197

ولأنه إجماع الصحابة - رضي الله عنهم -:

فروى أحمد - رحمه الله - (١)، - ذكر [هـ] أبو بكر - قال: نا يحيى بن سعيد عن عبد الله (٢)، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنه كان يسلم من ركعتين من الوتر، ويأمر بحاجته، ثم يوتر بركعة (٣)، قال أحمد - رحمه الله - في رواية زياد بن أيوب (٤): كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يسلم من اثنتين، ثم يقضي حاجته، ثم يقوم فيوتر بواحدة، وهو عندنا ثبت، ونأخذ به.

وروى النجاد بإسناده عن عطاء قال: قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما -: ألا

---

(١) لم أقف عليه من رواية الإمام أحمد - رحمه الله -.
(٢) ابن عمر، المعروف بـ (العمري)، مضت ترجمته.
(٣) أخرج عبد الرزاق نحوه في مصنفه رقم (٤٦٧٠)، وابن خزيمة في صحيحه (٢/ ١٤٠)، رقم (١٠٧٤)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٧٨ و ١٨٨)، وعلقه البخاري في صحيحه جازمًا به في كتاب: الوتر، باب: ما جاء في الوتر، رقم (٩٩١): عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان يسلم بين الركعة والركعتين في الوتر حتى يأمر ببعض حاجته، وقد رواه مالك في الموطأ عن نافع: أن ابن عمر - رضي الله عنهما -، وذكره. ينظر: الموطأ، كتاب: صلاة الليل، باب: الأمر بالوتر.
(٤) ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ٤٢١).
وزياد هو: ابن أيوب بن زياد، أبو هاشم، طوسي الأصل، المعروف بـ (دِلُّوْيَه)، قال عنه الإمام أحمد: (اكتبوا عن زياد بن أيوب؛ فإنه شعبة الصغير)، توفي سنة ٢٥٢ هـ. ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ٤١٩)، والمقصد الأرشد (١/ ٤٠٢).