وقول المؤلف:(بِنِيَّة) لو انتقل من فرض إلى فرض بتحريمة، والتحريمة قول، يعني ذكر -في المثال اللي ذكرنا- أنه يصلي العصر، وذكر أنه صلى الظهر على حدث، ثم كبر للظهر.
طالب: قطع الصلاة؟
الشيخ: إي معلوم، ما كبر للظهر إلا وقطع الصلاة. نقول: بطلت صلاة العصر، والظهر؟
طلبة: صحت.
الشيخ: صحت، ليش؟
طلبة: لأنه من أولها.
الشيخ: لأنه ابتدأها من أولها؛ ولهذا قيد المؤلف قوله (إن انتقل بِنِيَّة)، يعني: لا بتحريمة.
وهنا عبر المؤلف بقوله:(بطلا)، فلننظر هل هذه العبارة صحيحة أو فيها تسامح وتغليب؟ الظاهر أني لما قلت: هل هي صحيحة أو فيها تسامح قُلتم: فيها تسامح؛ لأنها لو كانت صحيحة ما أوردت هذا الإيراد.
طالب: أقول: لو قال بطلتا.
الشيخ: نعم.
طالب: يعني بنية صلاته.
الشيخ: لا؛ لأن الفرض مذكر، لا، الصواب معه هو.
طالب: شيخ، نقول: قوله: (بطلا) يعني أنها تمضي، ولكن الصحيح أنها صيغة نفي.
الشيخ: لا.
طالب: شيخ، الصواب أن يقول: فسدتا.
الشيخ: نعم.
الطالب: لأن الباطل هو الذي أجمعوا على فساده، والفاسد هو الذي اختلفوا في فساده.
الشيخ: هذا في النكاح!
طالب: لو قال: بطل، كان أولى، أما الثاني لم يدخل فيها ..
الشيخ: أي اللي بطل؟
الطالب: الأولى.
الشيخ: صح، الصواب أن يقول: بطلت الأولى، ولم تنعقد الثانية؛ لأن البطلان إنما يكون فيما انعقد، فالبطلان يرد على شيء صحيح فيبطله، فكان صواب العبارة أن يقول: بطلت الأولى التي قطعها ولم تنعقد الثانية، لكن هذا من باب التسامح والتغليب، مثل ما يقال: العمران، لمن؟
طلبة: لأبي بكر وعمر.
الشيخ: لأبي بكر وعمر، والقمران للشمس والقمر، هنا نقول: بطلا؛ أي: الفرضان، ولكن الثاني منهما لم ينعقد فأطلق على عدم الانعقاد البطلان من باب التغليب، والخلاف في هذا بسيط.