للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: إذنْ نقول: هذه الذكرى لا حاجة لها؛ لأن المؤمنين يذكرون الرسول صلى الله عليه وسلم في كل صلاة، بل في كل عمل صالح؛ لأن العمل الصالح لا بد فيه من الإخلاص، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا كنت تريد المتابعة في العمل فلا بد أن تذكر من تتابع.

هناك أيضًا تعليل آخر؟

طالب: أن الصحابة رضوان الله عليهم هم أشد حبًّا للرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا له، فلو كان من حب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعلوا هذا العيد لكانوا هم أولى به، وكانوا هم أول من قام به.

الشيخ: أحسنت. هذا أيضًا دليل، هل نحن خير أم الصحابة؟ الصحابة، هل نحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من حب الصحابة له؟ لا، إذنْ لماذا لم يفعلوه؟ ! لو كان خيرًا لسبقونا إليه.

ثالثًا: أن كل مبتدع فإن مضمون بدعته القدح في الإسلام، وهذا ذكرناه أظن؟

طلبة: نعم.

الشيخ: كل مبتدع فإن مضمون بدعته القدح في الإسلام، لماذا؟ لأن الله قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣]، والمبتدع يقول بلسان الحال: إن الدين لم يكمل وهذا تكملة له، فإن لم يكن لسان حاله هذا وجب عليه أن يرفع هذه البدعة؛ لأننا نقول: إذا لم يكن هذا لسان حالك فيجب عليك أن ترفع هذه البدعة.

ثم من الناحية التاريخية ذكرنا أنها لا تصح، فإن أهل الفلك المعاصرين المحققين يقولون: إن ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن في اليوم الثاني عشر، بل في اليوم التاسع من ربيع، والمسألة فيها سبعة أقوال؛ متى ولد؟ وليست في الثاني عشر.

وكذلك نقول في المعراج، فإن بعض المسلمين الآن في ليلة سبع وعشرين من رجب يحتفلون بذكرى المعراج، وهذه بدعة شرعية وخطأ في التاريخ؛ لأنه لم يكن المعراج في رجب، بل أقرب ما يكون أنه في ربيع الأول الشهر الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أيضًا ابتدأ فيه الوحي بالرؤيا الصادقة، وهو الذي توفي فيه.

حكم صلاة العيدين على كلام المؤلف؟

<<  <  ج: ص:  >  >>