للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نشرح كلام المؤلف لأنه ذكره يقول رحمه الله: (الله أكبر كبيرًا): كلمة (أكبر) هنا مطلقة غير مقيدة، ومعلوم أن دلالتها على الكمال عند الإطلاق أقوى من دلالتها على الكمال عند التقييد، يعني لو قلت: الله أكبر من كذا صارت مقيده، إذا قلت: الله أكبر صارت مطلقة، يعني أكبر من كل شيء مهما بلغ عندك من التصور فالله أكبر عز وجل: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الجاثية: ٣٧] السماوات السبع والأرضون السبع في كفه عز وجل كخردلة في كف أحدنا، فمن يتصور هذا؟ لا أحد يتصوره، فالله أكبر من كل شيء، أما التقييد فلا شك أنه ينقص من تصور الكمال من هذه الكلمة.

ولهذا يوجد في بعض المقررات للصبيان الصغار يقول: الله أكبر من أبيك، أكبر من التلفاز، أكبر من الحجرة، كذا، الصبي إذا قلت: الله أكبر من التلفاز ويش يتصور كبر الله، يعني: داخل الحجرة بس إنه أكبر من التلفاز هكذا يتصور الصبي، ولذلك يعد هذا خطأ عظيما قد يكون مخلًّا بالعقيدة. وهؤلاء صبيان ما يتصورون الشيء إلا على حسب ما يشاهدونه، ليس لهم عقول بعيدة، فلهذا ينبغي في الحقيقة أن ينظر في المقررات من طلبة العلم، ولا يحقرن أحد نفسه، ينظر ولكن لا يتكلم حتى يعرضه على من هو أكبر منه في العلم ليتبين الأمر.

دعونا نتعاون فيما بيننا ونعاون المسئولين فينا على مثل هذه الأمور؛ لأنهم مثلًا قد يكلون الشيء إلى شخص ما يقدر هذه التقديرات، ويظن هذا الأسلوب هو الذي يناسب عقل الصبي، صحيح يناسب عقله من جهة أنك تقرن الشيء بالشيء يفهمه، لكن بالنسبة للرب عز وجل لا تجعل عقله يقرن الرب عز وجل بشيء من المخلوقات فيقع في الهاوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>