للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذن الله أكبر من كل شيء، نعم لو أن أحدًا جادلك في كبر شخص أو كبريائه وقلت: الله أكبر منه إن كان صاحبك كبيرًا فالله أكبر منه، فهذا لا بأس به؛ كقوله تعالى: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: ٣٠] وكقوله: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: ٥٩]. أما عند الثناء المطلق فهذا لا ينبغي أن يقيد.

وقوله: (كبيرًا) هذه حال من الضمير المستتر في (أكبر)، ليش؟ لأن (أكبر) اسم فاعل.

طالب: اسم تفضيل.

الشيخ: (أكبر) اسم تفضيل هذا هو الحق، وهو الصحيح خلافًا لمن قال: الله أكبر بمعنى كابر، يعني بمعنى اسم الفاعل، فإن هذا غلط؛ لأن اسم الفاعل ينقص في الدلالة على الكمال عن اسم التفضيل، لأن اسم التفضيل يقتضي أنه أكبر من كل شيء، لكن اسم الفاعل يدل على أنه كبير ولكنه قد يوافقه غيره، ولهذا بعض العلماء رحمهم الله يفسرون: (الله أعلم) و (الله أكبر) وما أشبه ذلك يفسرونها باسم الفاعل حذرًا من أن يكون هناك مفاضلة بين الخالق والمخلوق، وهذا لا شك أنه خطأ.

إذن (كبيرًا) حال من الضمير المستتر في اسم التفضيل، كذا؟

سؤال: هل اسم التفضيل يتحمل ضميرًا؟

نعم يتحمل ضميرًا مستترًا وجوبًا، على الرغم من أن تقديره: هو، ولا يرفع الظاهر عند النحويين إلا في مسألة يعبرون عنها بمسألة الكحل: ما رأيت أحدًا أحسن منه الكحل في عينه في عين زيد. فهنا أظهر (أحسن الكحل)، تسمى مسألة الكحل، والنحويون يأتون بعجائب، يسمون هذه مسألة الكحل.

ومسألة قالوا: إذا ظهر الفاعل مع الضمير يسمونها: أكلوني البراغيث، يقول: فيه واحد جعلت البراغيث تأكله فقال: أكلوني البراغيث، ويجعلون من هذا قوله تعالى: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} [المائدة: ٧١]، وليس كذلك، الآية ليست مثل هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>