للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نرجع (والحمد لله كثيرًا) الحمد لله: الحمد تفسيره: وصف المحمود بالكمال، هذ الحمد، وليس الثناء على المحمود بالكمال. انتبه؛ وصف المحمود بالكمال، وليس الثناء على المحمود بالكمال، لماذا؟ لأن الثناء إنما يقال عند التكرار، وقد فرق الله بينهما في الحديث القدسي في قوله: «{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ: حَمِدَنِي عَبْدِي، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}» لما كرر وصف الكمال قال: «أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي» (١٥). الحمد لله: وصف الله تعالى بالكمال، والكمال يتضمن انتفاء النقص.

(والحمد لله كثيرًا) كثيرا حال من؟ أجيبوا.

طالب: الحمد.

الشيخ: من الحمد: الحمد لله حال كونه -أي: الحمد- كثيرًا، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف تقدير: حمدًا كثيرًا.

(وسبحان الله بكرة وأصيلًا) سبحان الله، سبحان بمعنى تسبيح، فهي اسم مصدر. وهنا قاعدة في اسم المصدر؛ يقولون: اسم المصدر هو ما دل على معنى المصدر دون حروفه، ما دل على معناه دون حروفه، فسبحان مأخوذة من سبح، والمصدر من سبح: تسبيح. إذن سبحان بمعنى تسبيح، لكن هل فيه حروف المصدر؟ لا، إذن كل كلمة تضمنت معنى المصدر دون حروفه فسمها اسم مصدر. كلام؟

طالب: اسم مصدر.

الشيخ: والمصدر: تكليم، سلام: اسم مصدر، والمصدر: تسليم.

(سبحان الله بكرة) أي: في الصباح (وأصيلًا) أي: في المساء. قال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: ١٧].

(سبحان الله) تنزيهًا لله عن أيش؟ عن أمور ثلاثة: ينزه الله عن أمور ثلاثة:

أولًا: عن كل عيب.

ثانيًا: عن كل نقص في كمال.

والثالث: مماثلة المخلوقين.

هذا الذي ينزه الله عنه. صفة كل عيب مثل العمى، الصمم، الجهل، وما أشبه ذلك. عن كل نقص في كمال مثل التعب عند الفعل، يعني يقدر يفعل لكن مع تعب، هذا منزه عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>