للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: ٣٨].

الثالث: مماثلة المخلوقين؛ فإنه منزه عن ذلك، قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١]، ولأنه لو ماثل المخلوق لكان ناقصًا، صح؟ نعم، لكان ناقصًا، فإلحاق الكامل بالناقص يجعله ناقصًا، بل محاولة المقارنة بين الناقص والكامل، يجعل الكامل ناقصًا على حد قول الشاعر:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يَنْقُصُ قَدْرُهُ

إِذَا قِيلَ: إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ الْعَصَا

(وسبحان الله بكرة وأصيلًا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليمًا كثيرًا).

طلبة: على سيدنا.

الشيخ: عندي أيش عندكم؟

طالب: ( ... ).

الشيخ: (على محمد) على كل حال (صلى الله) صلاة الله على عبده معناه: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، وقوله: (على سيدنا) لا شك أنه سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وأنه سيدنا وإمامنا وقدوتنا وأسوتنا، ولكن لا أعلم حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام أن وصف نفسه بالسيادة في الصلاة عليه، وإذا علمتم بحديث فدلوني عليه -جزاكم الله خيرًا- كل الأحاديث يقول: اللهم صل على محمد. والصحابة يقولون: قال النبي صلى الله عليه وسلم، ما رأينا أحدًا يقول: قال سيدنا. ولكن المتأخرون صاروا يقولون هكذا: سيدنا، ونحن نقول: هو سيدنا لا شك، ولكن يحتاج في صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى توقيف في هذا. اللي عنده شيء يبلغني إياه -إن شاء الله- بعد هذا الوقت.

(على سيدنا محمد، النبي) معروف تكلمنا عليها كثيرًا.

(وآله) من؟ آله أتباعه على دينه؛ لأن الآل إن ذكر معهم الأصحاب والأتباع فهم المؤمنون من قرابته، وإن لم يذكر معهم ذلك فهم أتباعه على دينه، هذا هو الصحيح.

(وسلم تسليمًا كثيرًا) أي: دعاء لهم بالسلامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>