للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعل هذه مخالفة، لماذا؟ لأن الناس ما عُودوا على أن نبّين لهم هذا الشيء، ولهذا أنا أقول: السنن الميتة ينبغي لطلبة العلم أن يحيوها، لكن إذا خافوا من استنكار الناس لها فليمهدوا لها أولًا، لا سيما إذا كان طالب العلم صغيرًا لا يُهتم بكلامه ويُنتقد علطول، فهنا ينبغي أن يمهد أولًا لأجل يروِّض أفكار الناس على قبول هذا الشيء ولأجل أن يبحث الناس قبل أن يفعل.

الآن لو ضربت لكم مثلًا لو أن واحدًا من علمائنا الكبار المشهود لهم بالثقة في العلم والأمانة في الدين فعل سنة لا يعلم عنها الناس؛ تجد الناس إذا خرجوا مثلًا من عند هذا الرجل يقولون: سبحان الله، ما علمنا أن هذا سنة، جزاه الله خيرًا، فتح لنا بابًا، صح ولّا لا؟ لكن لو يفعلها أو يقولها طالب علم صغير مزقوا لحمه وقالوا: ما هذا الدين الجديد؟ كل يوم يطلعوا لنا بدين، وأخذوه -والعياذ بالله- بالسب والشتم.

فالأشياء يعني الإنسان ينبغي له أن يكون حكيمًا، يجي طالب علم صغير ما يقدره الناس كما يقدرون الكبار ثم يأتي بما يخالف ما هم عليه وبما يستنكرونه هذا فيه مشكلة.

يقول: (ثم يقرأ جهرًا في الأولى بعد الفاتحة بسبح وبالغاشية في الثانية، فإذا سلم خطب خطبتين كخطبتي الجمعة، لكن يستفتح الأولى بتسع تكبيرات والثانية بسبع).

يخطب خطبتين: يخطب من؟ الإمام، وإن خطب غيره فلا بأس كالجمعة يجوز أن يخطبها واحد ويصلي آخر.

وقوله: (خطبتين) هذا ما مشى عليه الفقهاء -رحمهم الله- أن خطبة العيد اثنتان؛ لأنه ورد ذلك في حديث أخرجه ابن ماجه (١٨) بإسناد فيه نظر: أنه كان يخطب خطبتين.

ومن نظر في السنة المتفق عليها في الصحيحين (١٩) وغيرهما تبين له أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخطب إلا خطبة واحدة، لكنه بعد أن أنهى الخطبة الأولى توجه إلى النساء ووعظهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>