للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنقول: الذي يريد أن يبين الأحكام للناس يبينها قبل أن يأتي الوقت لأجل أن يستعدوا، ثم الآن إذا خطبة العيد انتهى وقت الجواز، ما بعد الصلاة إما حرام -على القول الراجح- وإما مكروه. يعني معناه الآن: وظيفة الخطيب أنه ما يبين إلا المكروه فقط، والواجب والمستحب ما يبينه! فلهذا أنا أنصح الإخوان ( ... ) وغيرهم أنهم يجعلون في نفوسهم الاحتمالات البعيدة والتأويلات البعيدة.

وأقول: إذا فتح الإنسان على نفسه هذا الباب ضل. ما أضاع الذين حرفوا في نصوص الصفات وغيرها إلا هذه الاحتمالات؛ يحتمل ويحتمل.

وقد ذكر العلماء ومنهم ابن حجر في فتح الباري أن الاحتمالات العقلية ما ترد في النصوص الشرعية.

كيف نقول للرجل: اسكت، لا تبين أحكام الفطر إلا بخطبة العيد التي لم يبق فيها إلا المكروه أو المحرم؟ هل هذا معقول ( ... )؟

لكن أنتم - الله يهديكم - عندكم بعض الأحيان جدل، فينبغي للإنسان أنه على الأقل يحترم رأي مدرسه، على الأقل يعني، ما هو يعني، فكيف عاد إذا عرض على نفسه هذه الفكرة، إحنا عرضناها عليكم، قلنا: هذا ما هو طيب. إذا فات وقت الجواز ووقت الاستحباب والوقت اللي يحتاجون الناس فيه يبين الحكم.

أحكام الأضحية كلها صحيح تبين في خطبة العيد لا شك، وأيضًا بيان أحكام الأضحية قبل خطبة العيد أحسن؛ لأجل الناس ما يشترون ضحاياهم إلا وهم عارفون الواجب وعارفون المستحب. فأنا أرجو بما أني معلم لكم أن تكفوا عن الاحتمالات العقلية البعيدة.

النصوص الشرعية تمشي على الظواهر، والاحتمالات البعيدة أو التأويلات اللي هي تحريفات هذه اتركوها، لا ترد على نفوسكم أبدًا، كل يعرف أن بيان أحكام الفطرة إنما يحسن قبل صلاة العيد، وقبل خطبة العيد، أما إذا فات وقت الجواز ووقت الاستحباب وحاجة الناس إلى البيان نجيء نبينه، هذا ما هو بصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>