للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلبة: لا يصح.

الشيخ: لا يصح؛ لأن النية لا بد فيها من الجزم، فلو بات على هذه النية قال: أنا صائم غدا إن شاء الله، فإن صومه -إن كان فرضًا- لا يصح إلَّا أن يستيقظ قبل الفجر وينويه.

قال المؤلف: كما لا يفسُد إيمانه بقوله: أنا مؤمن إن شاء الله غير متردد في الحال، وهذه المسألة اختلف الناس فيها، وتكلمنا عليها منذ عهد.

طلبة: قريب.

الشيخ: قريب أو بعيد؟

طلبة: قريب.

الشيخ: قريب، وحينئذ نسألكم عنها: أولًا هل يجوز أن يقول: أنا مؤمن دون أن يقول: إن شاء الله؟

طالب: نعم ياشيخ، إذا كان في إثبات أصل الإيمان يجب عليه أن يقول: أنا مؤمن، ولا يقول: إن شاء الله، وأيضًا.

الشيخ: ترى يمكن انتقلت إلى التعليق.

الطالب: إذا كان على سبيل الإخبار يجوز.

الشيخ: إذا كان على سبيل الإخبار يجوز، ومنه قول القوم للنبي صلى الله عليه وسلم لما قال: «مَنِ الْقَوْمُ؟ ». قالوا:

طلبة: المسلمون.

الشيخ: المسلمون (٧).

طالب: اللهم إذا كان من باب الكبرياء فقط فهذا لا يجوز قطعًا.

الشيخ: الكبرياء؟

الطالب: لا يجوز التعظيم وكذا.

طالب آخر: تزكية النفس.

الشيخ: وإن كان من باب التزكية فإنه لا يجوز، الدليل؟

طالب: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: ٣٢].

الشيخ: قوله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}، هذا إذا قال: أنا مؤمن بدون ذكر المشيئة، وإذا قال: أنا مؤمن إن شاء الله، فما الحكم؟

طالب: فيها تفصيل.

الشيخ: فيها تفصيل.

طالب: إذا قال: إن شاء الله مترددًا فإنه يكفر؛ لأن الشك يُبْطِل الإيمان.

الشيخ: إذا قال: أنا مؤمن إن شاء الله يعني مترددًا فهذا كفر؛ لأن الإيمان لا بد فيه من الجزم، هذا واحد.

طالب: وإن كان قالها هربًا وخوفًا من التزكية -من أن يزكي نفسه- عملًا بقوله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ} وهو غير مشكك ولا متردد في أصل إيمانه فيجوز.

الشيخ: يجوز؟

الطالب: نعم.

الشيخ: أو يجب؟

<<  <  ج: ص:  >  >>