للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَأَهْل الكِتَابَيْنِ) هذا ثبت بالقرآن: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: ٢٩]، {حَتَّى} هنا تعليلية ولَّا غائية؟

طلبة: غائية.

الشيخ: غائية، الفرق بينهما: إذا كانت بمعنى (إلى) فهي غاية، وإذا كانت بمعنى (اللام) فهي تعليلية، قال المنافقون: {لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: ٧].

طلبة: تعليلية.

الشيخ: لا تكونوا سريعين في الجواب.

طلبة: تعليلية.

الشيخ: نحن أعطينا القاعدة: إذا كانت بمعنى (اللام) فهي تعليلية، بمعنى (إلى) فهي غائية، الآن: {لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} إلى أنْ {يَنْفَضُّوا}، فإذا انفَضُّوا فأنفقوا عليهم، هذا المعنى؟

طلبة: لينفَضُّوا.

الشيخ: إيش المعنى؟

طلبة: لينفَضُّوا.

الشيخ: لِيَنْفَضُّوا، إذن هي تعليلية.

هذه الآية: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} هل المعنى ليعطوا الجزية، ولَّا إلى أن يُعطوا؟

طلبة: إلى أن يُعطوا.

الشيخ: إلى أن يعطوا، إذن هي غائية: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

قوله: {عَنْ يَدٍ} قيل: معناها أن يعطوكم الجزية يدًا بيد، بمعنى أن الواحد منهم يأتي ويُسَلِّم الجزية بيده، لا يعطيها خادمه يقول: اذهب بها إلى السلطان أو نائب السلطان، هو بنفسه يأتي؛ لأن هذا أذلَّ له مما لو أرسل بها خادمه.

وقيل: {عَنْ يَدٍ} أي: عن قوة منكم عليهم، بمعنى أننا نُظْهِر أننا أقوياء أمامهم حتى يَذِلُّوا؛ لأنه كلما قوي الإنسان على عدوه ازداد العدو ذُلًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>