للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنا مثلًا أعطيتك ألف ريال قرضًا، كذا؟ أي نعم، اشهدوا عليه يا جماعة! ( ... ) ألف ريال، فأعطيتني أنت رهنًا، الآن أنت الراهن.

طالب: ( ... ).

الشيخ: لا، أنت الراهن؛ لأنك أعطيتني هذا الرهن؛ يقال: رهنه عنده، فهو راهنه.

طالب: يعني ( ... ).

الشيخ: لا، أعطيتني إياه، أعطيتني الرهن؛ أعطيتني مثلًا مسجلًا رهنًا، فأنت الراهن، وأنا المرتهن؛ أخذته، ارتهنته، فإذن الدائن هو المرتهن، والمدين هو الراهن. مؤونة الرهن على من؟ على الراهن، لماذا؟ لأنه ملكه، فأنا ليس علي ذنب.

ولو قلنا: إن مؤونة الرهن على المرتهن لكان ربما مؤونته تستوعب الدين وزيادة، فمؤونة الرهن على من؟ على الراهن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ مِنْ صَاحِبِهِ؛ لَهُ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ» (٦)؛ فغرم الرهن إذن على الراهن، كذلك كفنه.

مات العبد المرهون، فالكفن على مَنْ؟ على الراهن ولَّا على المرتهن؟

طلبة: الراهن.

الشيخ: على الراهن؛ لأنه سيده؛ قال الراهن للمرتهن: أنت اللي تكفنه، وعليك أجرة تغسيله، وعليك أجرة حمله إلى المقبرة، وأجرة القبر، أنت؛ لأنك رهنته. فيقول المرتهن للراهن: لكن هذا الرهن ملك لك، فلك غنمه، وعليك غرمه.

(كفنه، وأجرة مخزنه) لو فرض أن الرهن يحتاج إلى مخزن، مثل أيش؟

طالب: الحبوب.

الشيخ: كالحبوب مثلًا، أو السيارات، أو المواشي؛ فأجرة المكان الذي تحفظ فيه هذه الأشياء تكون على الراهن؛ لأنها من المؤونة؛ فإذا قدر أن هذا الرجل رهنني سيارات، أعطاني رهنًا سيارات، السيارات تحتاج إلى جراج، أجرة الجراج، جراج السيارات هذه على من؟

طلبة: الراهن.

الشيخ: على الراهن؛ لأنها ملكه؛ قال: (وهو أمانة في يد المرتهن) (وهو) أي: الرهن (أمانة في يد المرتهن)؛ لأننا نعلم الآن أن الرهن يكون عند المرتهن يُعْطَى إياه؛ قال الله تعالى: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} [البقرة: ٢٨٣]، فإذا قبضه المرتهن صار أمانة في يده، لماذا صار أمانة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>