للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في قدر المرهون، من القول قوله؟

طالب: الراهن.

الشيخ: المرتهن، القول قول المرتهن بأن يقول الراهن: إني رهنتك عشرة من الغنم ( ... ).

وظاهر كلام المؤلف في قدْر الدَّيْن أنه لا فرق بين أن يكون الدَّيْن قريبًا من قيمة الرهن أو بعيدًا؛ وذلك أن الرهن بالنسبة للدَّيْن؛ إما أن يكون أكثر منه بكثير، أو أقل منه، أو مقاربًا له، إما أن يكون قيمة الرهن أكثر بكثير من الدَّيْن، هذا واحد، أو أقل أو مقاربًا.

فإذا كان الدَّيْن أكثر من قيمة الرهن، فلا شك أن القول قول الراهن، بل إن قوله: إنه كذا، وهو أكثر من قيمة الرهن، دليل على صدقه، مثال ذلك: رهنتك مسجلًا قيمته مئة ريال، وعندما أتيت لأوفيك أعطيتك مئة وخمسين ريالًا، فقلت: إن الدَّين مئتا ريال، فعندنا الآن قيمة الرهن كم؟

طلبة: مئة.

الشيخ: مئة، والذي أقر به الراهن مئة وخمسون، والذي ادعاه المرتهن؟

طلبة: مئتان.

الشيخ: مئتان، أليس كذلك، من القول قوله هنا؟

الطلبة: الراهن.

الشيخ: قول الراهن بلا شك، بل إننا نقول: إن كون الراهن يقول: إن الدَّيْن مئة وخمسين، والرهن ما يساوي إلا مئة دليل على صدقه، فيكون هنا القول قول الراهن، كذلك لو أن الراهن رهن هذا المسجل بمئة ريال قيمته مئة ريال، وأتى بمئة وعشرة، وقال: هذا هو الدين، فقال المرتهن: بل هو مئة وخمسون، فهنا القول قول الراهن، وكذلك لو قال: إن الدَّيْن تسعون ريالًا، والرهن يساوي مئة، فالقول قول الراهن.

لكن لو رهنه بيته الذي يساوي مئة ألف، ثم جاء إليه بعشرة ريالات، الراهن جاء بعشرة أريلة، وقال: هذا دينك عشرة أريلة فك الرهن، فقال: كيف عشرة أريلة؟ أنا أطلبك مئة ألف ريال، أو مئة وخمسين ألف ريال، قال: أبدًا، ما يمكن إلا عشرة ريالات، هذا الذي أُقر به، من القول قوله؟

الطلبة: الراهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>