للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: مقاربة، المساوية قد تتعذر، لكن تكون مقاربة، والله أعلم. ( ... )

***

قال المرتهِن: رهنتني شيئين، وقال الراهن: قد رهنتك شيئًا واحدًا، فالقول قول الراهن، لماذا قال المرتهن: إنك رهنتني شيئين؟ ليكون زيادة استيثاق، وقال الراهن: بل رهنتك شيئًا واحدًا فالقول؟

طالب: الراهن.

الشيخ: قول الراهن لماذا؟ لأن الأصل عدم الزيادة.

مثال ذلك: قال المرتهن إنك رهنتني البيتين؛ بيتيك جميعًا بخمس مئة ألف، وقال الراهن: بل رهنتك بيتًا واحدًا، فمن القول قوله؟

طلبة: الراهن.

الشيخ: القول قول الراهن، وعلى هذا فيكون البيت الثاني طلقًا لا رهنًا، للراهن أن يتصرف فيه كما يشاء، ووجه ذلك ما سبق من الحديث: «الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ» (٢)، فالراهن والمرتهن اتفقا على أن البيت رقم واحد مرهون، واختلفا في البيت رقم اثنين، فقال المرتهن: إنه مرهون لي، وقال الراهن: ليس بمرهون، إذن البيت رقم اثنين فيه مُدَّعٍ ومنكِر، منِ المدَّعي؟

الطلبة: المرتهن.

الشيخ: المرتهن، والمنكر الراهن، والبينة على المدعي واليمين على من أنكر.

وظاهر كلام المؤلف أنه لا فرْق بين أن يكون هذا الاختلاف يشهد العرف لقول أحدهما: أو لا يشهد، فمثلًا إذا أقرضتك مئة ألف، ثم ادعيت أنك رهنتني البيت رقم واحد، والبيت رقم اثنين، وكلاهما لا يساوي مئة ألف، كل الاثنين، كل واحد يساوي ثلاثين ألفًا مثلًا، وادعيت أنت أيها الراهن أنك لم ترهني إلا البيت رقم واحد، أينا أقرب إلى الصواب؟

طلبة: قول المرتهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>