للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: نعم، تمام، الكافر نعم تصح الهبة له، لكن إذا كان الكافر من قوم يقاتلوننا، يعني يقاتلون المسلمين، فهذا لا يجوز أن نَبَرَّه بشيء؛ لأن الله قال: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} [الممتحنة: ٩].

( ... ) (تنعقد) الضمير يعود على الهبة، (بالإيجاب) وهو اللفظ الصادر من الواهب، (والقبول) وهو اللفظ الصادر من الموهوب له.

مثال ذلك: وهبتك هذا الكتاب، ماذا نسمي هذا؟

طلبة: إيجابًا.

الشيخ: إيجابًا، فقال الثاني: قبلت، نسمي هذا؟

طلبة: قبولًا.

الشيخ: قبولًا، فلا بد من هذا، لا بد من صيغة تنعقد بها الهبة، وهي الإيجاب والقبول، الإيجاب: الفظ الصادر من الواهب، والقبول: اللفظ الصادر من الموهوب له.

فلو قال: وهبتك هذا الشيء، وسكت، وتفرَّقَا، فها تصح الهبة؟

طلبة: لا تصح.

الشيخ: لماذا؟ لأنه لم يحصل إيجاب.

طالب: لم يحصل قبول.

الشيخ: نعم، لم يحصل قبول من الموهوب له.

قال: (وتنعقد بالمعاطاة الدالة عليها)، (المعاطاة) معناه: أنه يعطيه فقط، بدون أن يتلفَّظ، لكن بشرط أن تكون هذه المعاطاة دالَّةً على الهبة، ومن ذلك ما يفعله بعض الناس إذا كان عند شخص مناسبة زواج صاروا يُرْسِلُون إليه الغنم، أو أكياس الطعام، فتُدْخَل البيت أو تُدْخَل حوش الغنم، بدون أن يكون هناك لفظ، لا من الواهب، ولا من الموهوب له، بل ربما لا يدري مَن الذي جاء بها، نقول: هذه هبة صحيحة ولَّا غير صحيحة؟

طلبة: صحيحة.

الشيخ: بأي شيء؟

الطلبة: بالمعاطاة.

الشيخ: المعاطاة الدالة عليها، ومن ذلك ما يحصل من الهدايا للمولود حين يولَد، فإن بعض الناس يرسل الهدية بدون أن يقول: هذه هبة، وبدون أن يقول الآخر: قبلت، هذا أيضًا من المعاطاة الدالة عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>