للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن هذا -من الإغلاق- ما يكون من الْمُوَسْوِسِين: الْمُوَسْوِس يُغْلَق عليه، حتى إنه يطلِّق بدون قصد، حتى إن بعضهم -نسأل الله العافية- يقول: إذا فتحت الكتاب وإذا كأني أقول: امرأتي طالق، وإذا رفعت اللقمة إلى فمي ( ... ) أقول: امرأتي طالق، وكل شيء يتبدَّى له أن امرأته طالق، فهذا لا شك أنه لا يقع طلاقه، حتى لو طَلَّق ما يقع طلاقه؛ لأن بعضهم إذا شاف الضيق العظيم قال: لأجْل أستريح بأطلق، ثم طلق -نسأل الله ألا يبلينا وإياكم شرًّا- فهذا لا يقع طلاقه؛ لأنه بلا شك مُغْلَق عليه، وهذا من أعظم ما يكون من الإغلاق، يعني بعضهم الذي يُبْتَلَى بالوسواس -سواء في عباداته أو في نكاحه- يتعب تعبًا عظيمًا، حتى إنه مثلًا إذا شك هل أحدث ولّا لا؟ قال: أجل بأحدث، علشان يتيقن، إذا شك هل نوى الدخول في الصلاة ولّا ما نوى؟ يقول: إذن أنا أقطعها حتى أنوي من جديد، ثم إن نوى ودخل بالصلاة شك ثم قطعها وقال: أبغي أنوي من جديد، وهكذا.

مثل هذا يجب أنه يُفْتَى بأن يقال: لو أنك قلت لنفسك: إنك ما نويت الصلاة فأنت ناوٍ، ولو قالت لك نفسك: إنك مُحْدِث فأنت غير مُحْدِث، حتى يزول عنه هذا الأمر؛ لأن هذا يعتبر تصرفه تصرفًا لاغيًا.

ومن ذلك الطلاق، فطلاق الموسوِس لا يعتد به؛ وذلك لأنه إما أن يكون غير واقع، كما لو كان يظن أنه طلق، وإما أن يكون واقعًا بالإغلاق والإكراه، كأن شيئًا يغصبه أن يقول فيقول، ها الحين ويش نسوي في هذه ال .. ، هذه صورة الآن.

طالب: ( ... ).

الشيخ: بعيد يعني؟

الطالب: لا، غير بعيد، ( ... ) مسافات بعيدة.

الشيخ: مسكوك ها الحين.

الطالب: إي نعم، ليش لأنها ما ( ... ).

الشيخ: يعني سلكها لازم ( ... ).

طالب: ما تسقط عنه الصلاة؟

الشيخ: الصلاة؟

الطالب: ما يدري ما يقول هل نوى أو ما نوى؟

الشيخ: لا، ما تسقط؛ لأنه يدري ما يقول، بس يشك في النية، نقول: هذا الشك لا تتبعه.

الطالب: نقول: أسقطنا عنه الطلاق لأنه غير مكلَّف ..

<<  <  ج: ص:  >  >>