للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعلى كل حال نحن فتحنا لك الأبواب وبإمكانكم ترجعون، من أحسن ما رأيت وكتب في الموضوع ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، فإذا رجعتم إليه يتبين لكم إن شاء الله، أما شيخ الإسلام رحمه الله فتعرفون أن الشيخ كلامه غالبًا يكون مجملًا، مع أنه في مسائل الطلاق لما ابتُلِيَ بها هو رحمه الله صار يحققها ويُكْثِر من ذكر الأدلة، ولكن ابن القيم في الحقيقة مثل ما نقول: شيخ الإسلام يبني العظم وابن القيم يُلَيِّس ويزين ويصبّغ ويجيب أشياء يوضح فيها كلام شيخه.

وليس معنى ذلك أن ابن القيم هو هو شيخ الإسلام، ابن القيم أحيانًا يخالف شيخه، لكنه رحمه الله تأثر به بلا شك وبآرائه، والغالب أنا حسب علمي مع قصوري الغالب أن شيخ الإسلام رحمه الله دائمًا موفَّق للصواب، غالب ما يختار يكون هو الصواب.

فالمهم أن هذه المسألة في الحقيقة ما يكفيها هذه الجلسة؛ لأنها مسألة من كبائر المسائل، الشوكاني رحمه الله كان يتردد فيها، مرة يقول كذا، ومرة يقول كذا، حتى أشار إلى هذا في نيل الأوطار، فالمسألة ما هي تقال في مجلس، يجب على طالب العلم منكم الذي يريد أن يكون نافعًا لنفسه ولأمته أن يحقق هذه المسألة تحقيقًا بَيِّنًا، ويقرأ كلام أهل العلم فيها.

لكن الشيء الذي أريده أنا من طالب العلم ألا يكون عنده اتجاه إلى قول معين من الأقوال، وأنه إذا راجع خلاف أهل العلم يكون ساذَجًا، ويقف بين أقوال أهل العلم موقف الحَكَم الذي لا يُفَضِّل أحدًا على أحد، ويقف بين الأدلة موقف الإنسان الذي ليس عنده علم؛ لأننا رأينا مشكلة فيمن اعتقد ثم استدل، ويش المشكلة؟ أنه بناءً على اعتقاده تجده يميل إلى ما يعتقد، ثم يتمحَّل في إثبات ما يريد أن يثبته، ويتعسف في رد ما يريد أن يرده.

<<  <  ج: ص:  >  >>