للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحرب الذي حورب به الإسلام ينقسم إلى قسمين: حرب مادي بالسلاح والعتاد، وهذا لا أعتقد أن أحدًا من المسلمين يتقاعس عنه، بل لو رأوا العدو يأتي الأرض ينقصها من أطرافها لقاموا إليه وعرفوا عداوته، وهذا واجب على الإمام والخليفة أن يُكَوِّن جيشًا قادرًا على دفاع العدو بقدر المستطاع؛ لقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠].

هناك حرب بسلاح أخفى وأنكى وأشد، وهي الحرب في الفكر والعقيدة والأخلاق؛ في الفكر: يغزون المسلمين بأفكار هدامة يأخذونها إما من ملحدين، وإما من منافقين.

العقيدة أيضًا؛ هناك عقائد تنتمي إلى الإسلام أحيانًا، هناك أيضًا غير الأفكار اللي ترد من الملاحدة والزنادقة، هناك عقائد تنتمي إلى الإسلام، عقائد منحرفة، كما مر علينا في العقيدة الواسطية في الأصول الخمسة التي كان أهل السنة وسطًا فيها بين طوائف هذه الأمة، لا بد أن تحارب هذه العقائد الفاسدة.

الثالث الحرب بالأخلاق؛ هذا أيضًا صعب، ليش؟ لأن النفوس ميالة إلى ما تدعو إليه هذه الفئة، التي تسلط شررها -ولا أقول: أضواءها- تسلطه على أهل المروءة والأخلاق العالية لتهدم مروءتهم وأخلاقهم، ويتمثل هذا في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، ولذلك تجد أعداء المسلمين يغزون المسلمين بمثل هذا. تأمل صحفهم، تأمل إذاعاتهم، وتأمل أيضًا ما ينشرونه بين المسلمين من المجلات ذوات الأزياء، التي فيها أزياء لا أقول: إنها جديدة على أزيائنا، واستعمالها مخالف لعاداتنا، ولكني أقول: إنها أحيانًا تخالف اللباس الشرعي، فيجب أن يُحْمَى الإسلام من هذه الأشياء.

هناك أيضًا شيء ثالث -أو رابع في الأصح- يغزون المسلمين به وهو الاكتساب؛ الاكتساب بحيث يُغْرُون الناس على الميسر والربا وغير ذلك بطرق كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>