للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيدخل في حماية الدين الإسلامي أن نبين تجاه هذا الحرب الثاني، الذي هو حرب الأشياء الثلاثة، وهي الفكر والعقيدة، والأخلاق، والمعاملات إذا شئنا؛ وذلك بأن نُبَيِّن فساد هذه الأشياء الثلاثة؛ لأن بيان فسادها كسر للأسلحة، نكسر هذه الأسلحة لبيان فسادها، ثم نأتي بما هو أحسن منها فيما جاء به الإسلام؛ لأن كوننا نهاجم هذه الأسلحة بدون ذكر البديل خطأ؛ لأن الناس يقولون: أين البديل؟

ولهذا جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يرشد إلى هذه الطريق، وهي أنك إذا أبطلت منكرًا فاذكر ما يحِل محله من المعروف؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا}، هذا منكر، فيه بديل؟ {وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا} [البقرة: ١٠٤].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن جاءه بالتمر الجيد الذي كان يأخذ الصاع منه بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، قال: «لَا تَفْعَلْ. عَيْنُ الرِّبَا، رُدَّهُ»، ثم أرشده؛ قال: «بِعِ الْجَمْعَ التَّمْرَ الرَّدِيءَ بِالدَّرَاهِمَ، ثُمَّ اشْتَرِ بِالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا»؛ (٢) يعني تمرًا طيِّبًا.

فهكذا ينبغي للداعية إذا سُدَّ على الناس باب الشر أن يفتح بدله من أبواب الخير، حتى لا يقع الناس في حيرة.

طيب، ذكرنا الآن مكاتبة أو دعوة رؤساء الكفر للإسلام.

الثاني حماية الإسلام بصد هجوم الأعداء المادي، أو إن شئنا قلنا: الحسي والمعنوي.

كذلك أيضًا مما يتصل بالدعوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، هذا من وظيفة الإمام.

والمعروف: كل ما أمر به الشرع، والمنكر: كل ما نهى عنه الشرع، هذا الضابط، وسُمِّي الأول معروفًا لأن الشرع عرفه وأقره، والثاني منكرًا لأن الشرع أنكره؛ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>