للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن لم يقم بذلك بنفسه وَكَلَه إلى مَن به الكفاية يكون نائبًا عنه في ذلك ولا بد، ولا يمكن أبدًا أن تقوم الأمة الإسلامية أو تتحد إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: ١١٠]، وقال: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: ١٠٤، ١٠٥].

فأشار بقوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا} بعد قوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَةٌ} إلى أنه إذا لم يكن ذلك تَفَرَّق الناس، وهذا واضح، إذا لم يكن أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر، كل واحد سلك سبيلًا، وحينئذ تتفرق الأمة، ولا يَجْمَع الأمة إلا شريعة ربها عز وجل، وذلك لا يكون إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولا بد أن تكون الأمة أو الطائفة التي يُقِيمها الإمام للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد أن يكون لها علم بأن هذا معروف وهذا منكر، وكيف تعلم ذلك؟ عن طريق الشرع، يكون لديها علم شرعي بأن هذا معروف وهذا منكر.

ثانيًا: أن يكون لديها علم بأن هذا الرجل ترك المعروف أو فعل المنكر، لا بد من هذا، فإن لم تعلم فإنه لا يجوز أن تنكر، لا أمرًا ولا نهيًا؛ لو أنك رأيت رجلًا يمشي في السوق معه امرأة، ومسكته قلت له: ما تخاف الله؟ تمشي مع الحريم بالسوق؟ ! يصلح هذا ولا ما يصلح؟

طلبة: ما يجوز.

<<  <  ج: ص:  >  >>