للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: ما يجوز أبدًا، أسأله أولًا؛ من هذه المرأة؟ ما علاقتك بها؟ قال: هذه أختي، هذه أمي، هذه بنتي، أكف وأنتهي، اللهم إلا أن يكون هناك قرائن قوية تخالف ما ادعاه، فهذا شيء آخر؛ ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينكر الشيء إلا بعد أن يعلم أنه منكر؛ لما دخل رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة جلس، قال: قم، صلِّ ركعتين؟ !

طلبة: لا، ما قال.

الشيخ: لا، قال: «أَصَلَّيْتَ؟ » فيه احتمال أنه صلى والرسول عليه الصلاة والسلام ما شافه، قال: «أَصَلَّيْتَ؟ » قال: لا، قال: «قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ». (٣)

خرجتَ من المسجد ووجدت واحدًا يمشي في السوق، قلت: تعال، ما تخاف الله؟ الناس يصلون بالمسجد، وأنت تمشي بالأسواق. صح؟

طلبة: ( ... ).

الشيخ: خطأ؟

طلبة: إي نعم.

الشيخ: ويش أقول؟

طلبة: أصليت؟

الشيخ: أقول: أصليت يا أخي؟ إذا قال: لا والله ما صليت، تو جاي من الشغل. أقول: يا أخي، الصلاة مهمة، وأنصحه بلطف.

لا بد أن يكون عند الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر حكمة، بأن يدفع الأشر بالشر، والشر بالخير، صحيح يا أخي، سبحان الله! بأن يدفع الأشر بالشر، والشر بالخير، صحيح؟

طلبة: نعم.

الشيخ: صحيح؛ لأن دفع الأشر بالشر أهون؛ يعني: ارتكاب أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما، هذه قاعدة عند أهل العلم؛ يعني: مثلًا لو رأى رجلًا على منكر ونهاه عن هذا المنكر، وقال: طيب، أنا أتركه، ولكن أروح آخذ أشد منه.

رآه يشرب الدخان، قال: يا أخي، ليش تشرب الدخان؟ هذا حرام عليك. قال: طيب، الله يعافيك، خلِّ السيجارة تقعد هنا، يا ولد عندك كاسة خمرة؟ وراح وشرب خمر، لكن لو خليته يشرب الدخان، أيهم أفضل؟ طبعًا، الدخان أفضل، فإذا علمت.

إذا علمت أنني إذا نهيته عن الدخان راح يشرب الخمر، ما هو صحيح أني أنهاه عن الدخان، أخليه يشرب الدخان ويُرَيِّق. ولما انتهى قلنا له: ترى هذا يا أخي حرام، ولا يجوز. ولعل الله يهديه.

<<  <  ج: ص:  >  >>