للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء الشيخ -جزاه الله خيرًا وغفر له- وتكلم معه بكلام لين هادئ، وقال: الصلاة خير من هذا العمل، وأنت تصلي -إن شاء الله- وترجع إلى عملك. قال: جزاك الله خيرًا، أنت الوجه المبارك، والله جاءني واحد تو، وقال لي: يا الحمار يا اللي فيك ما لا فيك، رح صلِّ. خلَّى المسْوَقة أو نزل من نخلته وراح وصلَّى، هذا مشاهد، واقع يصدق، وإن كان قول الرسول صدقًا بلا تصديق؛ لأنه الصادق المصدوق.

لكن الواقع يزيدك إيمانًا بأن الرفق خير من العنف، لكن الله يعفو عنا، الحقيقة أحيانًا تأخذنا الغيرة، نعجز أن نملك أنفسنا، ونعنف، ونزعل، وتتوتر أعصابنا، ولكن الأولى لنا أن نهدأ ونشوف وننظر.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مِنْ وَظيفة مَنْ؟ الإمام، فإن لم يفعل بأن كانت له أشغال تمنعه من مباشرة هذا بنفسه فإنه يكله إلى من به الكفاية.

وذكرنا أنه لا بد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أن يكون عنده علم بالشرع، وعلم بالواقع؛ يعني: يعرف بأن هذا الإنسان ارتكب المنكر أو ترك الواجب، والثالث: أن يكون لديه حكمة يزن بها الأمور ويقدِّرها حتى يتم الأمر على ما ينبغي.

ومن الدعوة أيضًا أمر رابع؛ وهو تغيير المنكر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ»، (٦) وأظن أننا ضربنا مثلًا فيما سبق، والله ما أدري هنا ولَّا في الكلية؛ مثال ذلك: رجل مَرَّ بصاحب عود يضرب به، تعرفون العود؟

طلبة: نعم.

الشيخ: استعملتموه؟

طلبة: لا، لا ( ... ).

الشيخ: المهم أنه ليس عود الحطب، العود الذي يُعْزَف به؛ مر رجل بهذا العود، أول ما يجب عليه أن يكسره، هذا «فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ»، إذا لم يستطع بلسانه، بمعنى أن يتكلم عند من يمكنه أن يكسره، إن لم يستطع فبقلبه؛ يكرهه وينكره، ولا يصاحب صاحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>